وأما كون الإيمان يزيد وينقص، فهو من الأمور الواضحة، وقد قال السلف ذلك رداً على المرجئة الذين ينكرون زيادة الإيمان ونقصانه، وليس المرجئة هم الذين ينكرون ذلك فقط؛ بل الخوارج ينكرونه أيضاً، فهو أصل مشترك في الضلال بين الخوارج وهم على طرف، وبين المرجئة وهم على طرف آخر، فهو قول الطائفتين كلتيهما، وهذا سنوضحه في بابه بالتفصيل إن شاء الله، ونبين كيف أدى هذا الخطأ عند الخوارج إلى الغلو، وأدى عند المرجئة إلى التفريط.